ربما لا يستطيع أي مصري حتى لو كان من المعمرين - رغم أن مصر لم يعد بها معمرين - أن يخبرنا عن سبب اقتناعه أن الحياة لا تقوم و لا تصح بدون سندوتش الفول الصباحي أو طبق الفول المسائي و بعدهما كوب الشاي الغامق ...فالمصريين ولدوا و بأيديهم و داخل أفواههم و ادمغتهم تلك العادة الغريبة ،لا يهم المصريين تغيير الدستور أو توريث الحكم طالما أن الفول و الشاي ما زالا في المتناول ..
و طالما أن " قناة الناس " ستأخذهم للجنة مباشرة.. و حصرياً
لا يستطيع الواحد مننا أن يفهم ما الذي أو من الذي أقنع المصريين طول هذا الزمن أن الحياة لا تستقيم إلا بهذا الثالوث ، و أن أياً ما كان يحدث فمن السهل مقاومته و هزيمته بطبق الفول و كوب الشاي ( و يا سلام لو بعدهما سيجارة بنت حلال ) ، يا سلام ..عشرون ، ثلاثون ، ألف عام .. لا يهم .. المهم أنهم استطاعوا اقناعنا بأن الحياة أصبحت بلا قيمة هكذا ، و أن حياة المصري التي لا تساوي عنده هو شخصياً إلا هذه التفاهة ،
لا تستحق أن تساوي عند حكومته شيئاً بالمرة ، و بالتالي لا تساوي عند أي انسان غير مصري أكثر مما يمليه عليه ضميره هو .
فمن احتقار المصري في كل الدول العربية و إذلاله إلى تمريغه في التراب في الدول الغربية إلى مرمطة اللي خلفوه في الدولة المصرية ؛؛ المصري أصبح يكره القراءة و الكتابة و السياسة و الكلام و الطعام و الماء ... أصبح يكره الحياة
لكنه ما زال يتمسك بطبق الفول و كوب الشاي و قناة الناس
هناك تعليقان (٢):
انا لما قولت الكلام ده عن قناه الناس الناس كفرتني حتي اهلي
كانو هايقيمو علي الحد
يا اخي بلاش طمع بقى!
انت عاوز ايه اكتر من لقمة تاكلها و مزاج تظبطه و في الآخرة تخوش الجنة؟!!!
طول ما احنا طماعين كدة موش هنشوف اي خير.
البطران عيشته قطران
إرسال تعليق