١٢/٣٠/٢٠٠٨

اعتذار بسيط يا جماعة ...


أعرف أن أحفادي أو احفادهم ؛ إن كانوا سيكونوا ؛ سيلعنون سنسفيل أم جدهم " الذي هو انا " و سيلعنون أم اللي جابوا الراجل ده في الفترة الزبالة دي ... سيحكي أحفادي عني كيف أنني كنت خروفاً طائعاً لا أفعل شيئاً محترماً يدافع عن انسانيتي و كرامتي المهدرة أنا و رفاقي الخراف ...
سيستغرب أحفادي من كوني أنا و معاصريّ امتلكنا جلداً ثخيناً لا يؤثر فيه أي شيء في العالم ..

بالطبع أنا فاقد الأمل في أي اصلاح أو قضاء على الفساد و السرقة و الاستهبال و الرشوة و الواسطة و الظلم في عصري و طوال حياتي - ولو امتدت كمان 100 سنة.. بالطبع لا يوجد لدي أمل في أي شخص من أول حسني مبارك لكل من شابهه حتى نهاية السلم الوظيفي ..
لكنني أسجل هنا أنني أعتذر لابنتي و أحفادي عن كون جدهم الذي عاش في العصر الذي انهارت فيه مصر تماماً ؛ عن كونهم ساهم في وجود هذه الكارثة .




١٢/١٨/٢٠٠٨

كلام جميل


إن موافقة الكثرة ليست دليلاً ذا شألن على الحقائق التي يعسر كشفها ؛ و يدّق فهمها ......

" ديكارت "



١١/٣٠/٢٠٠٨


إن دماء جميع شهداء الدويقة و العبّارة في رقبتي انا و كل المصريين الموجودين في هذا العصر ...

١١/٢١/٢٠٠٨

ما زلت حياً ..

ما زلت حياً .. ألف شكر للمصادفة السعيدة .. " محمود درويش "

٨/١٨/٢٠٠٨

لا لمعاملتنا كعبيد ...


السيدة الفاضلة زوجة الرئيس و أم الرئيس المنتظر كانت في المنصورة اليوم ...

و لك أن تتخيل و تتوقع ثم تشاهد ..

** من روائع هذا اليوم إنه امبارح كان في مئات اللافتات في طلخا بترحب و تهني و طبعاً كلها عليها صور ماما سوزان و جنبها مركبين صورة المحافظ الجديد _ مش عارف اسمه ايه_ النهارده بقى لقينها كلها اتشالت قبل ما يوصلوا بالسلامة .. يا ترى ليه ؟ مش عارف ...


*** عدينا كوبري طلخا في حوالي نص ساعة .. و هنا عرفت معاناة اخواننا القاهريين و فهمت يعني ايه كبت و افترا زيادة عن اللازم علشان شخص يعدي ... مجرد بني آدم عادي بياكل و يدخل الحمام و يجوع و يعطش و يمرض و يموت ... عادي يعني..


** بيقولوا كانت جايبة عيال نضيفة و مستحميين و عاملين قصة بس من عندها ... جايباهم معاها في الموكب علشان يتصوروا انهم ابناء الدقهلية القراء الصغار ...

*** طبعاً العربيات اللي راكنة في شارع الجيش كلها اتشالت بالونش و اترمت في اي شارع داخلي و صاحبها يطلع مياتين أمه على ما يلاقيها ..

**** تصوروا لقت أكشاك مليانه كتب اتزرعت النهارده الصبح على الأرصفة ... قال يعني احنا زاحمين المكتبات و مش لاقيين مكان نقرأ منه فبنروح الكاشك دي .. و تلاقهيا أكشاك عيش و دهنوها ... و الا الأكشاك العجيبة اللي ملوا البلد بيها و قالو هتبقى للخدمات الجماهيرية ....ههههههه .. الخدمات الجماهيرية .. يا أخي إإح ..

٨/٠٩/٢٠٠٨




حينما تهم بالبكاء ؛ انتظر .. قد تمتليء الأرض ملائكة تسع ابتساماتهم العالم كله .. قد تمارس أحلامك بلا ارتباك .. و من ضوء عينيك سترى العالم واضحاً تماماً .. ثم تضمه في قلبك .. و تفرح .






٧/١٥/٢٠٠٨

نباتات الأسفلت

نباتات الأسفلت

1- ملمح بدائي ..

تلك أجنحة الخيول بيضاء .. دافئة كالبنفسج .. تسعني بالكاد .. تسع الكون كلّه .. خفّاقة في هدوء .. و ذلك الوجه المنمنم أبيض حاد .. تنّزلت أعلاه شعيرات الرأس الناعمة .. لتسقط إحداها فوق عينه البُنية اليسرى .. فيزيحها خنصره الدقيق .. ثم تعود راحته الصغيرة سريعاً لتلتحم بذراع أمه .. قمحية نحيفة .. تصل آثار خياطة قديمة ما بين فتحة أنفها اليمنى و بداية شفتها العليا .. فتبتسم نحو الطفل ليطمئن .. كي تستمد من رجولته الغضّة سكوناً ما .. علّهما يعثران بذلك الوجه الغائب .. منحوتٌ فوق الذاكرة .. وحدهَا و الطفلُ الشقي كثير السباب .. كطفل مصري .. تدير المحل تماماً كرجل .. كامرأة مصرية .. ترتدي الجينز و تدق أخشاب البراويز الرفيعة .. تُفاصل الزبائن أو تجادل مُدّرسة الولد في كونه ذكياً يسبق عمره .. بينما جريان السطور الإنجليزية فوق الشاشات الخضراء يُذهل الولد .. فيحاول فكّ شفراتها .. رنين الإذاعة الداخلية يُعلن اسم الغائب مسبوقاً بكلمتي " زوجة السيد " .. فيرتعش قلبها ..

-بابا هنا .. بينادي علينا ..

تحوم رقبتها في المكان .. فتُشكّل سلالم كهربائية و أرضاً ملساء .. تُشكّل بشراً بقطعتي ثياب بيضاء فقط .. ساكنين يُتمتمون .. يُلبّون نداء الرب .. تلتصق عيناه بالجسد الغائب .. استبدل "الشارلستون " بسروال داخلي أبيض رقيق .. استبدل القميص " المحلّاوي" بجلباب أبيض شفاف .. استحال الوجه القمحي الحاد أسمراً ممتلئاً .. و بروزٌ لدن وسط الجسد تماماً .. احتضن الولد ..رفعه عالياً ثم قبّله ..

-وحشتوني ..

2- ملمح توضيحي ..

تصهل الخيل أن " اصنع لنا أجنحة من عسل مُصفّى ...".. فانسال الارتياح بين خلاياه .. ذاب .. صراعاً خاضه ليُلحق الولد بالمدرسة انتهى بانتصاره ...

- لا نقبل أكثر من ثلاثة أجانب في الصف ..

و كان الولد يتساءل ...

- هوّ احنا أجانب ؟!

كان " أحمد منذر" السوري النحيف .. كان " أكرم " الفلسطيني ذو الوجه الأحمر .. و كان الولد ..

3- ملمح مدهش ..

آذان الخيول عالية عن الماء .. لا تصالح صفحته .. و مُدرس التاريخ غضب لأن " عادل إمام" أكّد في البرنامج أن جذوره فرعونية .. و قال المدرس :..

-لا فراعنة ... و لا عرب

حينها انفعل الولد .. فأصّر المدرس على إكمال حكاياته عن التاريخ الإسلامي ..و كان في وسعه تأكيد أن أسماء رؤساء مصر " محمد نجيب" و " محمد أنور السادات " و أن "جمال عبد الناصر" كافر لأنه حذف اسم الرسول من اسمه ..فبكى الولد ..

-أنا أنادي " احمد منذر " يا " منذر" .....

فابتسم المدرس ابتسامة حمراء أحاطت مادة التاريخ .. أحاطت دماغ الولد .. و تشكّلت كنزف يبحث عن شيء ما .. عن شخص ما .. عن مكان ما .. و كان حمّام المدرسة يختبئ فيه مع "منذر" و " أكرم" .. يخططون أو ينفعلون ..

-نُلصق صليباً فوق إليته ..

4-ملمحٌ انفجاري ..

لامعة أرض الغرفة كلمعان عيني " مدرس التاريخ " .. صفراء تلك الجدران كأسنانه .. وحدهما .. فلا " أكرم" و لا " منذر " .. يُجلس الولد مقلوباً فوق الكرسي .. يربط أطرافه في هدوء بأطراف المقعد الخيزراني ..يحشو فمه قطناً و ثم يُلصق شفتيه "بالسيلوتب" .. غدا جلباب الولد الأبيض مختلطاً بصُفرة جسده .. فبدا كعصفور جزر أسطورية .. مزّق الرجل ما أسفل الجلباب .. فتقلّص جسد الولد كلّه .. مُبدداً انسياب الغرفة الصفراء .. كان في وُسع الرجل أن يركع خلف الولد .. يتلّمس الجسد المنمنم .. يُقبّله بشفتين كصبّار .. خفقات الجسدين تعلو دون صوت .. و لسانه امتد حتى النهاية .. لاعقاً اللحم الغضّ.. و مواء الولد يزيد حرارة المكان .. القطن انكمش بفعل اللعُاب الساخن .. فابتلعه الولد .. المواء حادٌ مرتفع .. فالتهب الرجل .. و قبض ذيل ثوبه بأسنانه الصفراء .. بِظهر الولد التصق .. فارتعش الجسدان .. نقاط دماء ضئيلة .. تمددت كخلية بدائية .. افترشت أرض الغرفة .. كيُنبوعٍ تفجّرت تدريجياً .................................

-ملابسك ..

الغُطرة – غطاء الرأس الصحراوي العتيق- هبطت فوق النزف .. امتصته .. ذاب بين نقاطها الحمراء .. ذاب الولد بين زملائه .. لا " أكرم" .. لا " منذر" .. بينما الخيول خرساء .. تُهمهم حوافرها حتى الانفجار ..

5-ملمح مختلف ..

أقفاص الفاكهة الملون تحيط المكان .. مزدحم بالرجال و الخضروات .. ليست نتاج تلك الأرض .. فالصحراء لا تُنبت سوى القدرة على المسير .. و الرجال يرتدون طواقيهم البيضاء تعلوها " الغُطر" بنقاطها الحمراء أو السوداء .. متحررين من " العِقال" – ذلك الخرطوم الأسود الدائري- فالمكان مزدحم ..بلا هواء يُطيّر أغطية الرأس .. و هو في الوسط تماماً .. تقبض يده كف الصغير بينما أحاط ذراعُها ذراعَه الأخرى .. انطلقت عيناها بين " التفاح الأمريكاني" و "الموز المستورد " و " البخارى " ...

-أُمّال الجوافة بكام ؟

-جوافة ؟

فسقطت عيناها فوق حذائها الأرضي .. خَجِلة من سؤالها المُنبئ عن ريفية خصبة .. كعذراء تسأل عن كُنه العلاقات الزوجية .. بينما يمشيان بين الكراتين و رجال الصحراء .. كعاشقين يتنزهان في جنة الخلد .. للحظة خفق جسدها النحيل ..فانزوت عيناه نحو معصمها .. كانت تطوي حبة فاكهة بين أصابعها .. بينما حطّت راحة البائع فوق ظهر كفها .. تلَمّسها في رفق .. ضغط فوقها .. ثم غمز بعينه الواحدة نحوها .. التقت نظراته و نظرات البائع .. ذلك الصحراوي القح .. الذي بانت أسنانه المُطعّمة بسوادٍ ما .. كانت ظلال أجساد البائعين تحيطه .. فألصق كوع زوجته تحت إبطيه .. و مشى .. هرول و زوجته و الولد .. تلاحقهم ضحكات الصحراويين .. تصفعهم فوق أقفيتهم .. تُدّلك أجسادهم في عنف .. بينما الخيل جائعة .. لا تجد سوى روثها .. فتلعقه في صمت ........

6- ملمح عادي ..

ثلاثة مكعبات أسمنتية بألوان متناسقة ..و مساحات رملية واسعة .. يحيطها سور بيضاوي من أشجار النبق .. و كان الصف الأول المتوسط الفصل ألف مقسّماً بين ملعبي كرة القدم و السلة .. بينما الولد و "منذر" و "أكرم" في غرفة تنس الطاولة .. كان "منذر" و الولد يتبادلان الهزيمة و الانتصار .. يتفوقان على "أكرم" دائماً .. و هو مُحمّر الوجه .. سمين ذو حركة هامدة .. و الولد خفيف الحركة كالمنتصرين مثلاً ..

-عارف؟.. المصريين يِجِوا هنا منشآن يشحتوا ..

فتصلّبت يدا الولد .. التصقت خطوط رأسه و ارتفع حاجباه ..

-عارف ؟.. كل الخرايط مكتوب عليها "إسرائيل " ..

فانكمش " منذر" في ملابسه .. توترت دماغه ..

-عارفين؟؟.. بَلكي نصير كلنا عرب ..

لم يكن الولد قادراً على الكلام .. رافعاً ذراعه لأعلى خلف باب حجرة المدير .. يستمع لتفاهاته حول شكوى " أكرم" .. يستمع لموعظة أبي " أكرم" عن صفات الطالب المثالي ؛ و مقارنتها بصفات ابنه ..و جسد السمين يتقلّص .. ينّز عرقاً .. و مُهر صغير يحلّق .. قد التصق جناحاه بمنخريه ليمنع صوتاً ما .. كان صوت المدير حاسماً ..

-أبوك يستلم ملفك ..

7- ملمح نهائي نوعاً ..

دوائر متتالية .. تضيق تدريجياً .. دائرة المباني يعلوها جنود العمليات الخاصة .. أسفلت الساحة الكبيرة ، انتشروا فيها بمدافعهم الرشاشة .. بأرديتهم الكابية .. حتى سطح " المسجد الكبير " و مئذنته اعتلتها تلك النقاط الداكنة .. و الحشد البشري متزاحم .. الكل متطلع نحو الكائن الأبيض .. نفس التكوين الإنساني ؛ لكنه أبيض زاهٍ .. راكعاً بزاوية قائمة .. و خلفه ذلك الزنجي العظيم .. لا اسم له غير " مسرور" .. كالمسلسلات التاريخية تماماً .. و كأنه ابن سلالة لا تنتهي .. و الدوائر لا تضيق أو تتسع حول الأبيض .. ينغز الزنجي الرقبةَ بسيفه الذي بحجم الولد .. فيرتد الأبيض للخلف .. عندها ينشطر قفاه عن السلسة الظهرية .. كحيوان ملدوغ تنتفض الرأس فوق الأسفلت المحبب .. بينما الأبيض احمّر فجأة .. كان الحشد يرى الأبيض أبيضاً .. و كان الولد و أبوه يعلمونه أسوداً .. طويل كأعمدة الإنارة .. يقترب كتفاه من أذنيه .. مخلوق من مخلوقات خط الاستواء يتحدث السودانية .. كشمبانزي يحمل طفرة جينية .. الفواصل بين كلماته تُوقف رذاذ لسانه المندفع .. كان يتحدث بلا فواصل .. كان اسمه " مالك" .. و لم يكن حزيناً بأي حال .. إنه الوحيد القادر على تبديد صمت الأسرة الصغيرة .. على إضحاكهم بلُغته المدغومة .. باهتزاز يديه الأطول من الولد .. تلك الاهتزازة العفوية المضحكة .. تلك الاهتزازة القاتلة .. قتلت الصبي المستهتر بسيارته الفخيمة .. و قتلته هو الآن .. قبله تذّكر قول الشرطي ..

-لا سعودي مستهتر .. الأجانب دوماً مخطئون ..

فتذكر الولد مدرس التاريخ .. و قال " مالك" للولد ..

-ذات أيام جلسنا فوق الخازوق ....

8- ملمحٌ ما ..

فرَسٌ كسحابة لن تمطر يوماً .. الأطراف أجنحة .. جناح نابت أعلى سلسلة الفرس الظهرية .. كهيئة "مالك" تماماً .. أسود شفاف .. و الولد مُهر يصّاعد .. الحشد أجساد برؤوس مدرسي تاريخ أو زنوج و سيارات فخيمة .. فاختلط صهيل الأفراس بقرقعة سيوف أسطورية .. و تنزّل صوت حينها أن " خيولاً شفافة و أمهاراً مهقاء لن تُخلق أبداً ........".

فبراير- مارس 2000

٧/١٤/٢٠٠٨


1- مرّه حد قال قدامي إن اسم " الانسان " جاي من النسيان .. مش عارف في علاقة لغوية بينهم و الا لأ .. بس الأكيد إن بينهم علاقة صفة بموصوف ..

2-هو لازم الواحد يكتب قصة أو قصيده علشان يعرفنا إنه بيحب السجاير الروزمان و البيره الميستر ؟

3- على فكرة الويندوز و الانترنت دول اختراعات جامدة جداً جداً .. يعني عملت عصر جديد في سنوات معدودة ..

4- اللي سمّعني " محمد منير " كان واحد قريبنا بقى بدقن طويله و مابيشوفش التلفزيون و عاوز يتجوز أربعة ...

5- لمّا بشوف بني آدم فقير و دميم و مريض بكل أمراض العالم ... ببقى مش فاهم فكرة العدل قوي ..


٧/٠٩/٢٠٠٨

مش فاهم .. يعني إيه نكون سوا ؛ و فجأة ما نعرفش نتواصل أبداً .. لا صوت و لا صورة .. يعني إيه يكون موجود قدامي ؛ و فجأة ينتهي ..
هل ده معناه إن الجسد مش أنا ..

افتكرت موضوع الاهتمام بالجسد و التعبير عنه خصوصاً في الأدب اللي بيقولوا عليه نسوي .. يعني إزاي نهتم بالتعرف على جسدنا و إزاي نتعامل معاه و نتواصل وياه .. يا سلام .. طب ليه أساساً ؟ مادام في لحظة بيكون الجسد مالوش أي لازمة .. يعني الشيء _ اللي مش عارف كنهه _ اللي اسمه : الموت بينهي أي فايدة أو شعور أو تواصل للجسد .. اللي بيموت بيبطل تنفس .. بيبطل أكل و شرب ؛ بيبطل شعور .. مش بيسمعني و لا بسمعه .. مش بيمارس أي شيء .. بس في جزء موجود و راح في حتة تانية .. اللي هو الروح .. راح فين بقى ؟ مش عارفين ..
راح ازاي ؟ مش فاهمين .. طيب ايه بقى ..

كل اما تحصل حادثة موت لحد قريب مني بتلبسني حالة غباوة على تبلد على اذمهلال .. هو فيه ايه ؟
طيب ايه لازمة الخناق بقى على اي شيء ؟ ما هو انا هنتهي في اي لحظة .. مش فاهم حاجة بجد .. و مش هفهم .. مش باين اني هفهم ..

وابن اللذين مهما انتظرته و توقعته لازم يفاجئ الواحد .. بيجي من حتت غريبة ؛ و في أوقات مش عارف .. مش فاهم فعلاً ..
هتجنن ..

يعني في لحظة ممكن الاقي نفسي مش موجود .. واحد عمال يقلب فيا و يحميني كويس .. و يلفوني في قماشة بيضه ..ما انا مش بتنفس فمش هحتاج مناخيري .. و يحطوني فين ؟
في الطينة .. تراب .. تحت الارض .. طيب ايه بقى ؟

يعني احنا بنعمل ايه ؟ بنهبب ايه بقى ؟ مش عايز حاجة بقى .. مش عايز ابقى هنا .. و مش عايز اروح حتة مش عارفها .. طيب انا اخترت امتى الحياة دي اصلاً .. لا اخترت و لا نيلت ..
اوفففففففففففففففففففففففففففففففففففففف

٧/٠٨/٢٠٠٨

من مجموعتي القصصية " نباتات الأسفلت " قصة: التصاق


تدهس أصابعي عجيزة السيجارة وسْط تقعيرة المنفضة.. ينبعث الدخان من فمي هادئاً يُطّير " الطفيه" .. فتهبط فوق المدينة المحزونة .. رمادية يا " بلقاس " و مُنجبة للفقر و العباقرة .. أسراب الحناطير الزاحفة كقطيع النمل الأبيض تولول في صخب ..

- كربج ورا ..

لسعات الكرابيج هادرة ، فرقعاتها تسلخ جلد المدينة .. حينها تتلملم البيوت .. مشبعة

بالطين و الكبرياء .. و الصمت يمارس سطوته .. الساعة تخطت الثامنة .. و المقابر في

أول البلدة .. سيدٌ أيها السكوت حتى ساعات الصباح المقبل يوماً .. لا يُقلق خلوتك نباح

أو نعيق .. فأُجاري خطوي وسط السكون .. الماء القذر يعانق جوربيّ .. يُرعشني .. لم

أجرؤ يوماً على النظر نحو المقابر نهاراً .. أخاف العفاريت و الحارات المسدودة .. و كلاب

المقابر سوداء .. لعينيها بريق الموت .. الموت .. يموت .. ميّت .. ما معنى ذلك كله .. ما معنى أن الهلاك حقيقة أبدية .. تلك العرائس تتوق للخروج .. الكابوس أزلي .. و الحالم لا يهمه شيء .. فلا التزام و لا زيف .. إنما حقيقة .. بينما المؤلف جالس في هدوء .. يترقب محاولات شخوصه الهزلية .. الأدوار ملفقة .. صامت يترقب .. و المنحوتات تتأرجح بين المعنى ..المعنى يتأرجح بين الرؤوس .. الرؤوس معلقة فوق الرقاب .. نحيلة بارزة العروق .. و الأجساد طعام ديدان الأرض .. الأرض كروية .. الكرة " البلاستيك " تلتصق بقدميه دائماً ..فيُهديني انفراداً بالمرمى الخالي .. أُحرز هدفاً .. أحتضنه .. ملتصقَيْن دائماً .. نقتسم اللقيمات و أعقاب السجائر .. نقتسم الحزن و الفتيات .. أبيضٌ طويل بعينين زرقاوين .. و أسودٌ قصير نحيف .. انبعثت من إبطيه يوماً رائحة البُن المُخلّط بالعرق ، فطردته من البيت .. عندها انسحق مادّاً يديه في خذلان .. و الكلمات راكدة .. فخلع قميصه رافعاً ذراعه .. كان جرحاً أُلقم بُنّاً ليمنع النزف .. فمددت لساني مطفئاً السيجارة فوق طرفه .. ثم التصقنا .. واحدٌ كالتراب هشٌ رقيق .. واحدٌ كالماء منساب بين الجميع .. و التصقنا .. صلصال كالفخار .. يومض بحياة ما ..بينما المقابر باسطةٌ الأذرعة .. ملقية خيوطها الرقيقة حول جسده .. تسحبه في رفق .. و أنا صاخباً حادّاً أتبعه .. أروم الصحبة .. لكّن نسج الخيوط حوله وحده .. إن تقدّم اخترق .. إن تقدّمتُ افترقت .. و الله إنّا ملتصقان .. و الله إنّا واحد .. واحدٌ صلب قوي .. واحدٌ هاديء لين .. " شعر منكوش.. كشاعر مثلاً .. أليس كذلك .. السجائر السوبر تبدو أطول من الزمن نفسه .."

بينما القش متقاطع مع الكراسي الخيزران ... أرمي ثِقل الجسد فوق أصابع القدم .. عندها يُذيب الملح الوجه .. فتحتضنني أمك .. تبكينا .. نحتتنا سوياً ..

- كان ابن موت ...

أللموت ابن حقاً؟ يحبو الابن .. يضحك .. يداعبه الجميع .. فيلتصق بهم .. يكبر .. يصبح موتاً .

يناير 2000

٧/٠٤/٢٠٠٨

بتاع مين ؟


بتاع مين ؟ .. و هكذا تسألني عن أي شيء تراه .. ده إيه يا بابا ؟ بتاع مين ؟

يعني ده كتاب بتاع بابا .. ده قلم بتاع سهيله.. دي عجلة بتاعة سهيله ..ده جامع .. بتاع مين يا بابا ؟

حلو قوي .. إحنا كده وصلنا .. يعني من يوم ما فكرت في الجواز و اللذي منه - الخلفه يعني - و أنا مستني أسئلة طفلي الوجودية .. مستنيه يسأل عن العالم و ربنا و الخلق و أنا جيت منين و كده ..

و طبعاً بما إني مستني من زمان فلازم أكون مذاكر كويس ..

يعني ربنا هو اللي خلقنا يعني عملنا ..
و اللي يموت بيروح عند ربنا ..
و الموت مش حلو و مش وحش ؛ لأنه لو حلو هيتمنى الطفل موت اللي بيحبهم .. و لو وحش هيزعل من ربنا لأنه موته .. ما هو ربنا اللي بيموت الناس .. و كده يعني ..

إنما موضوع " بتاع مين " ده ماكنتش عامل حسابه ..

البت بتقول لي ده جامع يا بابا ؟ قلت له : أيوه يا سهيله .. قالت لي : بتاع مين ؟
في ثانية قلت لها : بتاع ربنا ..
البت اللئيمة بتستدرجني .. قالت لي : بتاع مين يا بابا ؟ قلت لها : بتاع ربنا .. قالت لي : ربنا بتاع مين يا بابا ؟

قلت : الجامع اللي جدو بيصلي فيه بتاع ربنا .. بلغوش بقى .. ما أنا مش عارف أرد .. هي عندها 3 سنين ..

قلت لها : ربنا بيحب سهيله و بيحب بابا و ماما و تيتا و جدو ... هي بصت لي بصة مافهمتهاش ..

يا ترى ممكن أرد عليها أقول إيه ..

ساعات بتسأل عن حاجة .. بقول لها ما أعرفش ..علشان أعلمها إني مش عارف كل حاجة برضه .. بس ينفع أقولها هنا ما أعرفش ؟

هي عارفة إني مش عارف .. و في نفس الوقت شايفة إن كلمة " ما أعرفش " مش هي اللي جوايا ..

مش عارف ...



٧/٠٣/٢٠٠٨


هويدا صالح تركت لي واجب .. لماذا لا أعرف حقيقةً .. على قدر علمي فموضوع الواجب هو زي موضوع التاج .. الذي أتحفني به من قبل أخي محمد .. طبعاً لم أكن أعرف معنى التاج .. و على محمد ما شرح لي و قدرت أفهم ؛ كان فات من الوقت الكتير اللي يخليني أتكسف ألبس التاج .. عموماً ألبس الواجب و أتكل على الله ..

أذكر 6 أسرار قد لا يكتشفها من يقابلك أول مرة ؟؟؟

قوانين الواجب:
1. أذكر اسم من طلب منك حل هذا الواجب
2. أذكر القوانين المتعلقة بهذا الواجب
3. تحدث عن ستة أسرار قد لا يكتشفها من يقابلك للمرة الأولى..
4. حول هذا الواجب إلى ستة مدونين،
وأذكر أسماءهم مع روابط مدوناتهم في موضوعك
.5
. اترك تعليق في مدونة من حولت الواجب عليهم، ليعلموا عن هذا الواجب


1- كان نفسي أطلع صحفي كبير .. قد الفيل يعني ..

2- أكتر انسان بحبه في حياتي و ممكن أقتل أي حد لو فكّر يتعرض له : بنتي الجميلة " سهيله" .

3- أنا بتكسف بجد .. تخيلوا أكتب أي شيء بس ما بنطقش .. أخرس .

4- كان نفسي أبقى مخرج ... أكتر من موضوع الصحفي اللي قد الفيل دي ..

5-بحب السجاير زي الكتابة و القراية و الفيديو جيمز و سواقة عربية أوتوماتيك .

6- مع كل كمية الكآبة اللي على خِلْقتي .. إلاّ إن عندي كمية تفاؤل غير محدودة.. مساوية للاكتئاب في قوته و مضاده له في الاتجاه ..



أما الحلوين اللي ممكن يتفضلوا يحلوا الواجب ده فهم :

1- نواره نجم " جبهة التهييس الشعبية " .
2- حسام مصطفى " فضفضات " .
3- محمد هشام " من نفسي" .
4-بنوتة مصرية " مجرد نصوص " .
5- مؤنسه " إيزيس/ يسعد صباحك يا وطني" .
6- سبهلله .







٧/٠٢/٢٠٠٨



الله


1-

- اللّه ...

نطَقَها ممطوطة قوية ، تحمل لذة خاصة ، هكذا كان ردّه دائماً .. " اللّه" .. ثم يُقّبلها و قد أحاط نصف جسدها العلوي بذراعها .. هكذا تُصّدق رضاءه عليها .. فترضى .. اعتادا ذلك منذ زمن .. كان يحبها ، و يخبرها بذلك دوماً – تلك طريقته- .. كانت تحبه ، و تخبره أنها تكره الحياة مع ضعيف .. – تلك طريقتها- .. كان يقول " كل ضعيف رقيق.. كل رقيق فنّان.. كل فنّان ضعيف.." و كانت صديقتهما تقول " أنت رقيق .. أحب ذلك .. أنا أحبك .."

- اللّه ...

نطقها ساخراً .. و تزوّج صديقتهما ..

حين أخبرها أنه تزوج صديقتهما أمس ، و أن نابين خرجا من فكّها العلوي امتصا دماءه كلها .. ثم عاشرته ميتاً .. حينها بكت .. ارتمت فوق صدره و أخبرته أنها حلمت ذات الحلم .. قالت " انت حبيبي.. أنت رقيق.." فقال " لستِ فنانة".. ثم قبّلها و أحاط نصف جسدها العلوي بذراعه ...... فقالت ........" اللّه"....

2-

يملك جسداً رياضياً و شعراً ناعماً .. يملك نجوماً و نسراً ضخماً فوق كتفه .. حين سلّط المخرج الضوء فوق وجهه ، بدا منتفخاً و أحمراً ..

قال " نحن أقوى دول المنطقة .. سنُغيّر مجرى التاريخ ، و نَهَبُ الأجيال القادمة الأرض و السلام .."صفّق المخرج و العاملون وراء الكاميرات.. ازداد وجهه انتفاخاً و قال" نحن نريد السلام .. إسرائيل تريد السلام .. نحن و إسرائيل نحب بعضنا .. سلام "

ثم صفّق لنفسه في المرآة..

كان يملك جسداً منتفخاً و شعراً ناعماً .. كان يملك نجوماً و بيضتي حمامة فوق كتفه .

3-

مُحاطاً برجال الدولة .. يُهللّون لوجودهم جواره ..قالوا " أنت القائد المُفدّى .. اعبر بنا المرحلة " ، فابتسم.. قالوا " نحن وراءك حتى الموت " .. قال " موت آخر فرد فيكم " .. فانتشوا ثم قالوا " أنت فلتة الزمن الحالي و القادم " فضحك و تقّلصت أمعاؤه .. و أخرج ريحاً بصوت و رائحة ... قالوا " تلك رياح التغيير .. زِدنا".

4-

ثمة كتب كثيرة بأغلفة ناعمة و خشنة .. ثمة عناوين و ألوان .. ثمة رجال يصرخون و يهتفون بحياة الأحياء و موت الأموات .. ثمة أقلام و مقاه و جامعات .. ثمة نظام عالمي و صناديق اقتراع .. ثمة نساء يتحررن من " اللباس" ... و ثمة ولد يتغوط.

5-

- الله عملها...

فأمسك طفله حبة فراولة كبيرة .. قَبّلها و قال " أنا أحب الفراولة .. أنا أحب الله لأنه عمل الفراولة ".. ثم أكل كثيراً ، فتوسّخ فمه و قميصه .. لكنّه كان سعيداً .. حين رأته أمه قالت " يلعن الفراولة " ... فقال لأبيه " أمي لا تحب الفراولة .. أمي لا تحبني .." ثم بكى .. فقَبّلته ثم احتضنت جسده الصغير و قالت " يلعن الفراولة الزرقاء .. الله عمل الفراولة حمراء .. أنا أحبك و أحب الفراولة ..".. بعدها أصّرت على تنظيف جسده و ملابسه ، فبكى .. قالت أمه " سأضربك بالعصا .. اللّه عمل العصا " .. فصرخ .." أكره العصا ، أكره الله لأنه عمل العصا ..".

فبراير 2000

٦/٢٦/٢٠٠٨

من حقنا نحلم .. آه.


الأغنية دي جامدة قوي.. كلماتها حلوة .. كلمات الجميل اللي كنت بستنى حلاوة و غرابة و قرب و ذكاوة مفرداته في " الدستور"
اليومي .. الشاعر/علي سلامه .

ده غير اللحن الجميل اللي حسيت إنه متعشق في الكلام داخل جواه خارج منه .. لحن الجميل / وجيه عزيز ... في أغنيته الحلوة ..

" من حقنا نحلم "

"من حقنا نحلم .. و لو كده و كده ..
و نشوف .. الدنيا حلوة .. مع إنها مش كده ..
نفرح حبة ثواني .. و أصرخ و أقول : بحبك..
و تقولي : قولها تاني .. قولها تاني.. نفرح حبة ثواني..

نعسان ده و الا ساكت و ثاير ..
بردان ده و الا ده دور و داير ..
و ده إحنا و الا الكل حاير ..

من حقنا نحلم .. نحلم بس وخلاص..
و نقوم الصبح عادي..
نقابل نفس الناس..

من حقنا نحلم .. نحلم حتى في سكات ..
و نشوف حاجات حاجات ..
مثلاً..
مثلاً الناس سعيدة ..
و شاطرة مش بليدة ..
و قريبة و بعيدة..
بتحضن بعضها..
مثلاً..
مثلاً مافيش جراح ..
و الخنقة بقت براح ..
و أنا لو تعبت أرتاح ..
في حضن قلبها ..
مثلاً..
مثلاً الكون جميل ..
و النيل بقى ألف نيل ..
وطن مالوش مثيل في الدنيا كلها ..
من حقنا نحلم و لو كده و كده..
و نشوف الدنيا حلوة مع إنها مش كده .."







حياة


أنام ..أصحى.. أشرب .. آكل.. أنام .. وبتنفس...




٦/٢٣/٢٠٠٨




أول مرة آخد بالي من موضوع الشركات المتعددة الجنسية اللي بيقولوا عليها " مالتي ناشيونال خالص" على أرض الواقع كان من كام سنة كده .. يعني الواحد بيسمع عن الشركات دي ... و إزاي هي عابرة للمحيطات و الجبال و القارات .. و إزاي مالهاش ملة و لا دين و لا جنسية .. غير المكسب طبعاً .. كان في خط ميكروباص جوه المنصورة بيبدأ من أكتر من مكان و ينتهي في محطة اسمها " قوات الأمن " .. كويس؟ قوات إيه ؟ قوات الأمن .. يقوم يشاء السميع العليم .. و بقدرة قادر .. يتغير اسم المحطة من " قوات الأمن" اللي هي موجودة فعلاً في المحطة دي ؛ إلى اسم شركة موجودة بره في نفس المكان .. من "قوات الأمن المركزي المستتب " إلى " كوكاكولا" ... تخيل مدى قوة الشركة دي... اسم محطة .. و الاسم مرتبط بقوات أمن .. و معسكر القوات دي موجود بالفعل في المكان ده .. و المحطة اسمها كده من يوم ما وعيت ع الدنيا .. تصحى الصبح تلاقي كل الميكروباصات مكتوب عليها .. " كوكا كولا " .. إعلان مجاني في شوارع المنصورة و طلخا .. طيب ده طبيعي ؟ هو لسه في حد بيتبرع ؟ أكيد الشركة دفعت تمن إعلاناتها..مين قبضها بقى ؟ الله أعلم .. المهم إن قوات الأمن الجامدة جداً ماقدرتش تعترض .. حاجة تكسف..

** بسمع " منير" .. شريطه الجديد حلو .. جايز يكون عادي .. بس أنا لو سمعت " منير " بيكح هيعجبني.. بحبه .. من أوائل الحاجات اللي كونت دماغي من أيام الإعداداي _ سماعي لمنير_ ..
أغنية " طعم البيوت" حلوة ... و كمان " تحت الياسمينة " .. و : يا ابو الطاجية " ظريفة ..

** الجو بقى حر قوي ... مع إننا لسه في يونيو .. أمال أغسطس هيبقى إيه .. جهنم؟ .. الحكومة السبب ...

** حوادث خطف الشنط و السلاسل من البنات و الستات رجعت تاني بوفرة .. الموتسيكلات الصيني عاملة شغل .. ده غير التك تك .. تك تك .. بليز جيف مي وان شلن ..

** النت اختراع جامد .. الويندوز أصلاً .. فاكر أيام ثانوي أيام " اللوجو " و البيزك" و " الأستاذ/ دوس" ..يااه .. الواحد علشان يرسم دايرة يكتب خمسمية أمر .. و لو سهى عليه و غلط أو نسى واحد .. هتطلع الدايرة سندوتش فول .. ياااااه .. العلام حلو برضه يا جدعان ..




٦/٢٠/٢٠٠٨


1-
كنت مرّوح امبارح من المنصورة ؛ الساعة حوالي 2 بالليل .. التباع أصر إنه يقعد الناس أربعات ... يعني كل كنبة عليها أربعة .. المهم .. شوية خناقات .. أنا طبعاً مكّبر دماغي و بتفرج .. الركاب رضخوا في الآخر... التباع جه يقفل باب الميكروباص .. جه راكب معاه بطيخ .. الأدوار اتغيرت .. الراجل أبو بطيخ مصر يركب .. و التباع بيقول له مافيش مكان للبطيخ ... الراجل رمى شتيمتين و مركبش .. كنت قاعد جنب السواق اللي كان مزاجه حلو و مرّكز في اللا شيء و مطنش .. زيي تمام .. و إحنا في أول الطريق عربية نص نقل كانت بتقلب نور لنا .. وقفنا .. نزل منها واحد و طلب يركب و هو منزل رموشه و جفونه لتحت ؛ و مرفع صوته و موطيه .. السواق قال له إن مافيش مكان .. الراجل طلب يركب إن شا الله ع الشنطة .. و السواق اعتذر بهدوء .. الساعة كانت 2 بالليل و الطريق فاضي تماماً .. السواق طلع مترين و وقف ...
" إيه رأيكم يا رجالة نجيبه؟ " .. الركاب رفضوا .

2-
أمي اللي علمتني الحق .. " لازم تقول الحق .. " ..

3-
آخر الأخبار بتقول إن الكلام ماعدش له معنى .. الخضار مالوش طعم ؛ و الفاكهة مالهاش ريحة .. و النجاح بلا قيمة .. آخر الأخبار بتقول إنه طز .

4- الموت هو إيه .. السؤال الأبدي .. الأصح .. الحياة هي إيه .. ما هو بضدها تتميز الشياء .. أعلن أنا أحمد المخلوق التافه أحد المخلوقات التافهة التي لا تعلم عن أصلها شيئاً و لا تعلم عن نهايتها شيئاً .. أعلن أنني سأقرر الذهاب لما يسمونه العالم الآخر قريباً .. يجب أن أعرف نهايتي لأكون ... سأفعل قريباً ..


٦/١٥/٢٠٠٨

عايز إيه ؟

السؤال ده لو ما جاش على بال الواحد مننا كل فترة يبقى الواحد ده مش طبيعي .. مش إنسان أساساً ... ما هو الواحد لو ماعرفش عايز إيه في كل حاجة و كل وقت و في المدى القريب و المدى البعيد ... لو ما عرفش و ماحاولش يعرف كمان يبقى عدم اللامؤاخذة ده مجرد سفيه يجوز الحجر عليه قانوناً .. أي نعم .. زي حالاتي كده ...

يعني أنا الوقتي مش عارف عايز إيه في مواقف معينة .. و مش عارف عايز إيه في الحياة بشكل عام .. كمان مش عارف عايز إيه من أشخاص معينة ..

مش بقول إني مش عايز حاجة .. أنا بقول إني عايز حاجة مش عارفها أو مش عارف إني عايزها ..
حاولت أعرف .. بس المشكلة إني ملول .. يعني بزهق بسرعة قوي .. بهبط .. علشان كده .. حالياً أنا عايش في دور المأنتخ دماغه المستعد لقبول الحجر عليه كي يريح و يستريح ..



٦/١٢/٢٠٠٨

الطريق على فين ؟


يا ترى يا هل ترى ... الواحد مننا هيقعد طول حياته وسط الخِلَق العِكْرَه دي ..التعريص أصبح مهنة الجميع .. وسيلة الجميع للتكيف مع الحياة المصرية العصرية الحديثة المباركة ...و الواحد ما يعرفش يمارس المهنة دي حتى لو حب يعمل كده .. يبقى هنموت بالحسرة و الا بالفقعة و الا بإيه بالظبط .. ما هو سبب الموت مهم قوي عند أمثالي ... يعني أحب أتخيل لنفسي و لاصحابي موتة ظريفة كده ... موتة محترمة .. إنما الموت حسرة حاجة تقهر.. عموماً .. لازم ربنا ينصرنا في النهاية لأن ربنا عادل ... أيوه ربنا هو الحق اللي لا يمكن يرضيه اللي بيتعمل فينا ده ... يعني كل حاجة فاسدة مفسدة .. كل حاجة محبطة .. بس لازم يكون عندنا نقطة أمل ...: منين مش عارف .. بس لازم يكون في نهاية للكام ده .. و إلا فإنه خازوق عظيم ....


٦/٠٨/٢٠٠٨

فكرة ..



و يقول لك " يا عم .. إحنا أصدقاء .. " و يكون لسه هابدك خازوق طالع من بين عينيك .. يبقى فعلاً الكلام عندنا عمّال يفقد دلالاته يوم بعد يوم ، يعني الكلام اللي شبه " الحب ، العدل ، الخير ، الصداقة ...." دا بقى كلام هلامي .. مالوش معنى .. ليه ؟
لأن أي بني آدم بيقوله في أي وقت و في أي مناسبة و بأي قصد ... يعني إحنا عايزين نرجع نستعمل لغة الإشارة تاني من الأول .. نرجع بدائيين و نتعرف على بعض من جديد و نتعرف على العالم من الأول ..
أصل إحنا مش فاهمين بنقول إيه .. بجد ... دا غير طبعاً إننا مش عارفين الناس التانية _ اللي هم الآخر - عايزين إيه و ليه و إزاي ..

بإختصار إحنا مش فاهمين .. و مش عاوزين نفهم ...

لازم يكون في محددات مادام في مدنية وتطور .. أمال البشر عملوا قانون يحكمهم ليه .. و ليه قوانين الناس بتتطور بتطورهم ..
ده لأنهم بيوصلوا لتعريفات مشتركة عن الحاجات .. بيتواصلوا فيتقدموا .. لأن مافيش تقدم فرداني ...
يبقى كل الإنسان ما يقل فهمه لأخوه الإنسان .. و كل ما تقل قدرته على توصيل مراده و أفكاره لأخيه البني آدم .. كل ما بيتأخر و بيرجع لورا ..
يبقى يا ريت نرجع من الأول خالص و نبدأ على نضافة .. مش عارف ده كلام عن العالم كله و الا ده مجرد إسقاط نفسي لإحساس شخصي ..






٦/٠٥/٢٠٠٨

أنا كويس ....


قميص جديد .. بنطلون جينز جديد .. كوتشي جديد .. قزازة برفان تركيبة من أم عشرة جنيه .. علبة روزمان أزرق.. نضارة شمس مضروبة .. كده .. أنا فووووووووووووووق


إحنا صحينا بجد ..

أهالي معتقلي المحلة " من جريدة الدستور"


الاعتراض بالمظاهرة و بالإضراب و بالإعتصام .. هو ده أكيد أنجح و سيلة أثبتت نفسها في التعامل مع نظامنا الغريب .. النظام و أهل النظام و أصحاب النظام و حواشي النظام ... كل دول بيتصرفوا معانا إحنا المصرين الحقيقيين و كأننا بهايم ما بتفهمش ... طب إحنا ناس طيبين و بنعدي لهم كتير ؛ هو إيه ؟ سكتنا له .. دخل بحماره ؟ ... مش معنى إن إحنا بنطنش بمزاجنا ، إننا نموت و نتلغي خالص تماماً من على وش الأرض ... ما ينفعش .. إحنا روحنا بصراحة وصلت لمناخيرنا .. و عدت كمان .. و مافيش حاجة بتجيب مع المخلوقات دي _ رئيسنا الغير منتخب و اللي حواليه _ أي نتيجة غير المواجهة .. السكوت ماععدش نافع .. يعني أفتكر مرة أيام حرب لبنان الأخيرة ؛ اللي حزب الله رزع فيها إسرائيل و أصحابها على قفاهم ؛ كانت الدستور عاملة تحقيق عن المووع ، واحد لبناني قال كلمة رشقت في دماغ و لففتني حوالين نفسي .. الزلمة اللبناني قال المصريين 70 مليون ، إيه يعني لو مات مليون علشان يعيشوا كلهم أحرار ... الراجل ما يعرفش إن إحنا فعلاً بيموت مننا مليون و أكتر في العصر المبارك ده ... بيموتوا بأعمال النظام ده .. بعباراته و مبيداته و أكله و ميته و هواه و مصانعه و سجونه ... بنموت بجد بس ببلاش .. مش في مقابل الحرية ... بنموت مقابل رفاهية عصابة الحكم ... يعني المصريين ماطلعوش أذكى مخاليق ربنا و لا حاجة ..
طلعت خدعة ... بس أدي إحنا فهمنا .. و ماحدش بيتعلم ببلاش ... و ربنا يدينا الشجاعة و الإيمان لنستطيع الدفاع عن حريتنا ... يا رب ...


٦/٠٤/٢٠٠٨

حسنين و محمدين ...


في عدد الدستور اليوم : سوزان حسن اللي هي رئيسة التلفزيون - المصري طبعاً _ بتأكد و بتوضح و بتبشرنا إن حملة التلفزيون الجاية ضد الخلفة و اللي بيخلفوا هتكون أقوى _ بكتير جداً _ " و خد بالك من أقوى دي " من " حسنين و محمدين " ... بس .. لا تعليق ..

فاكر فيلم " الحاسة السابعة " بتاع أحمد الفيشاوي ، فاكر قوي مشهد كان في الصميم .. المشهد ده كان تصوير الإعلان المصري و الإعلان الصيني .. كل مخرج مصمم إعلان عن البطل اللي هيمثل بلده في بطولة العالم ..
مخرج فيلم " الحاسة السابعة" _اللي للأسف مش فاكر هو مين- ؛ عمل مشهد الإعلان المصري بشكل جامد كيك .. خصوصاً البت اللي كانت بتلعب في مناخيرها بعد ما خلصوا أغنية " الصلاة ع الزين .. الصلاة ع الزين .. هات لنا منه بطل و اتنين .." المشهد ده هو أول حاجة نطّت جوه دماغي وقدام عينيا أول ما شفت خبر الدستور ...




٦/٠٣/٢٠٠٨

" من مجموعتي القصصية : نباتات الأسفلت" قصة: المُرشّح

1- مُعلّق بين انطواءات الماضي القريب ؛ و لم أكن هناك حيث روائح المدينة الضاحكة ، قدَميّ هواء فوق هواء ، و رأسي فراغات عديدة لا تملؤها " كرابيج " السخط و النصائح .. فلا الحلم اتضّح ، و لا الأفكار حفرت سُبُلها الواثقة..أٌلقي رأسي للخلف مرّات و لا أنفجر..لا أنتشي أو أموت كفأر رمادي .. لكنّي في الليل كثير النظر للنيل.. أرسمه أمامي حزيناً كدمعة بطيئة ..ظمآن لارتعاشات الحقيقة ، لون السماء أسود لا ينتهي ؛ حتى سور الكورنيش قد التصق بصدري ، دفن نفسه بين ذراعّي.. و لم يبتسم .. فهل يبتسم النيل و قد رآني حزيناً !! أهفو إليه دوماً ساجداً .. و لم أعبده إلاّ ليرد عليّ ؛ فلم يقبل سجودي ؛ و لم أنتحر ..في آخر ساعات النهار اتجهت قدماي نحو المشاية السفلى،جوار النيل لا أتوقف و لا أُسرع ؛ أخيراً أنا و هو وحيدين ..تحت أبخرة الأفكار الحامضة جلست ؛ فليس الطريق صديقاً ناصحاً ، و ليس سوى دماغي و النيل حبيبين .. ثملاً تمنيت نفسي ؛ أو قتيلاً .. ثم أعود ماحياً الحياة من بدايتها .. بادئاً من زاوية جديدة .. حيث أٌقٌبل قدم تراب قريتي المهجورة .. أمزج دمي و لحمي الطازج في هوائها .. ثم أٌفتت عظامي بين دروبها ؛ و أطمئن ...........

في هذا العالم .. حيث لا فرق بين أي شيء و أي شيء ... بيني و بينكِ .. و حيث التقينا كنتِ كثمرة مانجو معطوبة ... و كنتُ كالعادة متأخراً ............

2 - متصلاً بماسورة صفراء بنية مسودة ؛ ضاربة في الأرض ؛ و محاطة بثلاثة أرباع مربع من الطين المتماسك .. قديماً قِدَم الدهر ..كان صنبور المياه الصدء .. و في الخلف الترعة كانت ساكنة ..على جانبها المقابل للقرية ترقد تلال من الطين و القاذورات و البلاستيك ..قد أخرجتها الكراكات الضخمة من المياه الراكدة .. كان الرجال يغسلون بهائمهم فيها .. نصف عراة .. أمّا الأطفال المتسخون فقد تعرّوا تماماً لينظفوا أنفسهم في مياهها الملوثة العكرة ... يتقافزون حول الحيوانات و يمتطونها ...يغطسون في النيل و يبقبقون حول ورد النيل المتناثر ..ينظرون بعيون باهتة نحو أمهاتهم الجالسات حول الصنبور ..كل واحدة تحمل إناءها الضخم .. تجلس حول " المرّشح" .. كانوا ينظفون أوانيهم ليرى الآخرون بقايا طعام الأمس ­­­­_ إن كان ثمة بقايا_ إن كان ثمّة طعام _ ؛ و لا شيء يختفي في هذه القرية .. ينكشف المستور تماماً أمام هذا الصنبور الراكع في انحناءة ؛ و كأنّه إله نحيف يتحّسر على القرابين المُقدّمة .. كانت أمي تنتظر دورها مثلهنّ حاملةً إناءً ضخماً كحفرة .. فانتشرت الآنية الضخمة حول " مرّشح" القرية .....

3 - غالباً ما كنت أُشّكل نفسي كيفما أريد .. أصنع مكعبات و حروباً .. ثم أحشرها في دماغي .. فتخرج من فمي طلقات غاضبة .. لكنني احتضنت نفسي هذه المّرة طويلاً ...و انتظرت ............

4 – على سرير بالكاد يسع ثلاثة أشخاص بالطول ... تمدد أبي و أمي و خمسة أطفال قذرين و فتاة كالربيع المغموس في طين لزج ..رقدت جوار أخي الضخم تحت السرير ؛ صاعدة عيناي من شقوق السقف الكثيرة .. كان الجميع مكدودون من حروبهم طوال النهار ..كان أخي في إجازة من جيشه ليومين اثنين .. الأوكسجين المشّبع برائحة الروث يملأ المكان حتى تُحسّ طراوته اللزجة .. و أنا فرجت ساقَيّ ... دلّكت عضوي بهدوء .. غير عابيء بأخي الضخم النائم كقبر .. ثم احتضنت كوابيسي اليومية ..فكانت المشاهد مُغبّشة ككل يوم .. إلاّ جارتنا ذات المقعدة الهائلة .. أسكنتني بين ثدييها فانفجرت و تكوّرت و تجمّدت .. ثم نمت .. و الصباح المبّكر مظلم كالعادة ... نمارس فيه طقساً كشعيرة وُزِّعت فيها أدوارنا بإحكام مؤامرة مجهولة ..

أضع الجاز في فتحة البابور حتى يندلق ؛ ثم يُشعله أخي فتَشُمُ طيناً برائحة الروث المعتق بالجاز .. بعدها يضع أبي الوعاء الكبير فوق البابور .. يُحركه منساباً حتى يسوّد قاعه تماماً .. و ظَهْر أبي المثني لا يستقيم أبداً .. بعدئذ تفعص أمي نصف حبة طماطم معطوبة ..تفعصها حتى تقتلها في الوعاء .. تمسح الإناء بها حتى يغمّق لونها ..تُسقط فوقها قطرات الماء و تُقّلب .. فيُسمع لها طشيش الزيت .. و تخبط بالملعقة فوق الإناء خبطات الطباخين المهرة .. حتى نكاد نحن المشاركين في المؤامرة الصغيرة نحسبها ملأت الوعاء من خيرات الله .. ثم تغسلها في " المرّشح" وسط النسوة .. فيحسبن أنّ طبيخاً زارنا بأمس .

5 – قالت لي أمي : " ادخل حضن السما ، ينصرك رب الخلايق ، يكون ملاذك مِ العفاريت و ولاد الجناني ، و اللّي قلوبهم واجّه بالحقد و الحسد ، يمكن تلاقي الحب مصرور في السما ، تفكّه .. تبعتره ع الأرض تصبح سلام ... يمكن تلاقيني السما ، فأوشوش قلبك بسر الحياه ... تعجبك ......"

ثم وزّعت الرغيف علينا .. رغيف واحد لعشرة أفراد .. لا يُصمت الرغيف صرخات المَعِد الغاضبة .. إنه يجعلها تصرخ أكثر ..تعوي.. حين نأكل نزداد جوعاً ....

و حين وجدنا حصان جارنا النحيف طافياً فوق ماء الترعة .. قد انتفخت معدته تماماً ... كانت أحشاؤنا ممزقة ..تزأر جوعاً .......

6- كان أخي الكبير الضخم يُشعل البابور المقدّس.. يُسّلك فتحات عينه الواحدة بإبرة سوداء عتيقة ، يمنحه نفساً ؛ ثم يلّف مفتاح الجاز يميناً و يساراً .. يعطيه نفساً ..يُشعل ورقة كبيرة فوق العين الضئيلة .. يُسّلك و يُشعل و يلّف المفتاح ..

حين غضب البابور من أخي الضخم نفخ في وجهه.. لفّه يميناً و يساراً ... أحرقه تماماً قبل أن نجد خرقة تستوعب الجسد الضخم لتطفئه ... يجب أن يلحق أخي بقائد الوحدة قبل ثلاث ساعات ..يجب أن يلعب طفل القائد الكرة ؛ و الولد لا يستطيع اللعب دون قائمي الهدف .. كانت الشجرة الصغيرة وكان أخي .. و لم يكن الولد يُصّوب بين القائمين أبدا ً... عرفت ساعتها لماذا كان أخي الصامت ضخماً كورم ... لا تتوقف الكلمات عن السريان في جسد القرية .... تنساب أمام " المرّشح " و خلفه و من بين أجساد القاعدات .... و كانت صرخات أمي و أختي تئن تحت إبط القرية المشبع بالتراب ؛ قريتي بطعم التراب اللزج .. و أخي صامت بلا صرخة واحدة ...الهواء مثقل برائحة البرسيم .. مُشّبع بأمراض الريف المشدودة من أعماق الأرض القبر . هل كان المكان فارغاً رغم الجثة المتفحمة التي أحاطها جلباب جارتنا ذات المقعدة الهائلة ،

الميكروفون البدائي فوق زاوية الصلاة الصغيرة يُعلن آخر المقبوضين .. الرجال منتشرون بجلابيبهم الزرقاء المتسخة .. النسوة سواد يُصدر صراخاً بلا نهاية .. و القش رطب .. الأطفال منكمشون في الجدار و دموع ملائكة الرب لا تغسل المكان ... نهيق الحمير طغى على الصوات و الاستعاذة بالله .........

كان المكان فراغاً ....................................... و كانت يدي باردة .

7 – الليلة نجلس سوياً .. ترسم أجسادنا ابتسامات بلهاء .. و يتقّطع اللعاب تحت شفاهنا ... لا ننظر لبعضنا أبداً ... نضحك .. نبكي... و نطفو فوق القرية كجثة حصان جارنا ....

و لم ينتحر أبي و لم تشنق أمي نفسها ... إلى المدينة الكبيرة ارتحلنا فلم يبق لنا شيء هنا ...و لم يكن لنا شيء هنا ..

سوف تخيط أمي قلوبنا الغضّة ، لنعلم أن أيامنا ليست هنا .. و ستتفتح عيوننا على مدينة ضخمة ... و أب زادت انحناءته رسوخاً .. يصرخ في صمت يضحك في بلاهة لكنّه يحمل أشياء كثيرة على قفاه ..و ربما لن نشعل ناراً بعد الآن و لن تذهب أمي إلى " المرّشح " أبداً .. لكننا حتماً سنصبح بلا قرية .....

فقط ... سندين لأنفسنا بموقع آخر للانفجار ..................... فبراير 2004

٥/٣١/٢٠٠٨

أخيراً تم الافراج عن كريم

عرفت من على " نوارة " و " العمرانية " إن كريم أفرج عنه هو ورفاقه .. ألف حمد الله على السلامة يا رجالة ..

و برضه أدي إحنا عرفنا من تجربة الفيس بوك إن مالناش فيه و ما نقدرش نستغله في عمايل حاجة ...

٥/٣٠/٢٠٠٨

يا ترى حالك إيه يا كريم


يا ترى يا كريم بيعملوا فيك إيه الظلمة اللي لا عندهم ضمير و لاإنسانية ...
كل أما أفكر في الحكاية دي بتقرف من نفسي إني مش عارف أعمل لكريم أي حاجة .. غير إني أقول رب



من مصر الجميلة ..


تخيل الموقف الظريف ده ... اللي ما يتخيرش كتير عن المواقف اللي بنتفرج عليها في العهد الرشيد ده ...

ورقة متعلقة في موقف العربيات ... الورقة بتقول إنه بناءً على قرار السيد المحافظ الأجرة للميكروباص 14 راكب تكون 115 قرش و لليارات البيجو 140 قرش ... و ده طبعاً لملاحقة زيادة السولار و البنزين اللي حصل بناءً على العلاوة ال45 جنيه الحلوين ...

الجميل في الموضوع إن الأجرة قبل الزيادة كانت للميكروباص جنيه وربع و للبيجو جنيه ونص...

طبعاً الصوت اللي بيطلع من الواحد مجرد مايشوف حاجة زي دي ما ينفعش ينكتب ...أصله صوت اعتراضي .. و صعب كتابة الأصوات الاعتراضية ...

طبعاً ماحدش يقلق على السواقين ... لأن الأجرة الحقيقية اللي بندفعها هي جنيه و نص للميكروباص و 175 قرش للبيجو ...

و ميرسي بوكو للأمامير اللي بلدنا إحنا بتتأخر بيهم ...





٥/٢٥/٢٠٠٨

تطفل و الا فضول و الا رخامة و الا كلمة قبيحة ؟

يا ترى الممارسات الغريبة لنا نحن المصريين في الأماكن العامة ممكن تتوّصّف بإيه؟ نوصفها إزّاي ؟

يعني كلنا عارفين إزاي إنك لو بتقرأ جورنال في مواصلة لازم يكون لك شريك بيشوف انت بتقرأ في أي موضوع ؛ و ساعات يتاضيق منك إنك مش فاتح صفحة الرياضة ؛ أو إنك اشتريت " الدستور" و مش بتقرأ في " الأهرام " مثلاً ..

بلاش الجورنال .. هتقلب في موبايلك .. لازم جارك في الكرسي يتطمن إنك بتبعت رسالة لحبيبتك أو بتلعب ؛ ثم هو لازم برضه يعرف نوع الموبال اللي انت شايله و يقارن ما بينه و بين نوع هدومك مثلاً ..

لو رايح الشغل مقريف شوية .. لازم تلاقي حد بيستظرف و يصّر إنك زعلان أو مضروب أو قرفان .. و الشخص ده بالطبع مش صاحبك .. ده شخص مايفرقش عن بتاع الميكروباص اللي بيبص في موبايلك ...

يعني فكرة " الخصوصية " دي حاجة مش موجودة عندنا أصلاً .. أبوك لازم و حتماً و لا بد يعرف أصحابك و يتطمن على الكتب اللي بتقرأها .. ثم كمان لازم يكتشف له مجلة كده و الا كده في درج مكتبك تحت عشرين كتاب علشان يثبت مهارته في الدخول جواك ؛ و التوغل بين نخاشيش مخك و إحساسك ..

رئيسك في الشغل لازم يكون متأكد إنه عارف موضوعك إيه ..

ده غير الناس الغريبة ؛ اللي ماتعرفهمش أصلاً و مقابلهم و انت في سوبر ماركت أو بتشتري طعميه ؛ و يبدأو يحكوا لك حكاياتهم و مشاكلهم و برضه لازم يتمنوا إنهم يعرفوا اسمك و اهتماماتك و حياتك ...

مش عارف ده أسميه إيه ؟؟ فضول ؟؟ بس الفضول له حدود .. و الناس اللي بتكلم عنها دي مالهاش أي حد ..
تطفل ؟؟ ممكن ..

رخامة ؟ أكيد ده مجرد فيستو فانية من الممارسة دي ... يا ريت على قد رخامة أو غباوة .. نستحمل ...

هو بصراحة مافيش عندي أي توصيف للمارسة دي سوى كلمة قبيحة ..


٥/٢٠/٢٠٠٨

الإعتراف ..خطيئة أم تكفير عن خطيئة ؟






مش عارف ..

في أول سطر أكتب " مش عارف" ؟ طيب بكتب ليه بقى ؟ لأن الكتابة مش معناها إني لازم أكون عارف حاجة و بوريها للناس ...في الغالب بكتب لأني بحب ممارسة الكتابة ... طيب ما علينا ...

الإعتراف بإني مش عارف شيء مش بيحصل كتير و دايماً الواحد نِفسه يلاقي الناس اللي لما تعرفش تقول إنها مش عارفة .. تعترف بده .. ما علينا برضه .. ده موضوع تاني .. موضوع إدعاء المعرفة ...

موضوعي دلوقتي هو : الاعتراف ..

لمّا الواحد بيعمل حاجات سيئة جداً ؛ حاجات بتضايق ضميره - و من البديهي إن إحنا بنتكلم عن حد عنده ضمير- مجرد ما يعترف بيها لنفسه الأول ؛ و في مرحلة تانية لشخص قريب منه ؛ بيرتاح شوية ..
و لمّا الواحد بيعمل حاجة حلوة قوي ؛ حاجة بتفرحه ؛ لمّا بيقولها لنفسه و بعد كده لحد تاني ، بينبسط ..

الحالة التانية ؛ اللي هي عن الحاجات الجميلة ، ما تعتبرش اعتراف .. ممكن نعتبرها افتخار ..

كمان في المسيحية - حسب معرفتي-موضوع الاعتراف ده غريب عليا شوية و مش قادر أفهمه .. رغم إني حابّه جداً ...
يا ترى الاعتراف في الدين المسيحي معناه إن الإنسان حصل على الغفران ؟

أنا أما بعترف بحس إني بكّفر عن خطيئتي بشكل ما ؛ لكن في نفس الوقت مش حاسس إني حصلت على المغفرة ..

في الحالتين ..
حالة الحصول على المغفرة أو حالة مجرد تناقص حجم الذنب ... الاعتراف بيريحني ..


يبقى الاعتراف ممكن يكون تكفير عن خطيئة ؛ و ممكن برضه إنه يكون هو نفسه خطيئة ..

ليه ممكن يكون خطيئة ؟
لأنه لو ما بيسببش المغفرة يبقى بيخلي الانسان يعتمد عليه كمهرب من الإحساس بالذنب و الخطأ ...

و كمان ممكن يكون الاعتراف مجرد مناقشة مع النفس لمعرفة " هل أنا صح أم خطأ ؟" ...

مش عارف .....

٥/١٦/٢٠٠٨

جريدة الدستور بقى لها موقع ع النت .. مبروك

ألف مليون مبروك ، مع إني عرفت بالصدفة من محمد أخويا إن جريدة الدستور المستقلة الجميلة المحترمة عملت موقع عليه العدد اليومي و العدد الأسبوعي ..

بس يا ترى هم ليه ماقالوش في الجرنال ع الموضوع ده .. و لا تنويه .. و الا جايز قالوا في يوم ما اشتيرتش فيه الجرنال ... و احتمال زي محمد ما قال لي : علشان التوزيع ما ينخفضش .. مش هينخفض إن شاء الله برضه ...

٥/١٥/٢٠٠٨

كريم

قريت في" الدستور" إن " كريم" و اللي معاه مضربين و اتنقلوا مستشفى سجن برج العرب

النكبة السودة....





ذكرى النكبة .. نكبتنا كلنا .. ذكرى سودة علينا و عليهم ..





٤/٢٣/٢٠٠٨

أفرجوا عن كريم البحيري

كريم البحيري مختفي من يوم 6 أبريل لحد اليوم ...

آخر الأخبار من نوارة إن كريم في سجن برج العرب
ربنا يستر

الراجل كان متابع عمال المحلة و مغطي أخبار المحلة أول بأول و لمّا اختفى مش عارفين نعمل له حاجة

يا أخي دا انا عملت جروب على الفيس بوك علشان يدعموا كريم زي ما دعموا " اسراء" لحد ما خرجت
لقيت نفسي عامل جروب مع نفسي ..

يا نهار أسود يا جدعان .. وَنْ ميمبر .. واحد نفر بس من أجل كريم المدون المحترم .. اخص علينا ...

٤/١٩/٢٠٠٨

الحكومة و نصباية ال1515

ليس جديداً و لا مفاجئاً أن تنصب علينا الحكومة المصرية .. فالحكومة بالفعل تشبه النصاب الذي يستغل سذاجة المنصوب عليه " الضحية " لكي يمتص دماءه و ماله و ما عليه .. من كم شهر كده قلت أما نشوف إيه مووع رقم 1515 اللي الحكومة بتعلن عنه في تلفزيونها العقيم الممل الخنيق .. المفرو إن الرقم ده يقدم خدمة إخبارية زي " الجزيرة " كده مثلاً ...




و مع إني لا أتعامل بتاتاً البتة مع التلفزيون المصري الرسمي و لا أطيقه ؛ إلا أنني قررت في لحظة تجلي أبعت رسالة للرقم ده و أعمل اشتراك علشان أشوف نوع الأخبار اللي هيعلنوا عنها ..


لأ و إيه .. افتكرت إني هحصل على خدمة رائعة لأني أكيد المشترك الوحيد ... و هم لازم يعملوا دعاية لمنتجهم ...




المهم أرسلت الرسالة .. قالوا لي ابعت رسالة تانية للتأكيد .. بعتت .. قالوا لي رسالة كمان للتوكيد و الاطمئنان .. أرسلت .. قالوا : ابعت كمان واحدة ...


و كان واضح تماماً إن الموضوع مالوش نهاية ..




حكومة .. نظام .. وزارات .. حكومة الكترونية و قرية ذكية و رئيس وزراء طويل و رئيس جمهورية عتيق ..


كل دول يتفقوا عليا و ينصبوا عليا في أربع رسايل موبايل ؛ الرسالة بجنيه و نص..




و الله لأوريكم .. و أول أما أستيقل من الشغل و أشتغل محامي قد الدنيا هرفع قضية عليهم و أخسرها ..




الحركة دي مش غباوة و لا نتانة .. لأ .. دي حركة نصاب رخم ..




ملعون أبوهم ..






٤/١٨/٢٠٠٨

يا ترى الكلام ما بيني و بينك النهارده هيكون عن إيه ؟ و على إيه ؟ و إزاي .. يا ترى هنقول إيه ؟
حالياً أقدر أقول إني واقع في حالة من البرشمة .. و البرشمة كلمة تعبت قوي على ماقدرت أوصل لها .. لأن " البرشمة " هي الكلمة الوحيدة التي تعّبرتعبيراً حقيقياً و دقيقاً عن حالتي النفسية و العصبية و الجسدية ..

يعني توصيفي لحالتي إنها " اكتئاب " لا يُعّبر تعبيراً حقيقياً عمّا أنا فيه .. كذلك كلمة " قرَف" ..
إنها " البرشمة" ... البَرْشَمَه..

و الفضل يرجع لصديقي الحبيب الذي يقول هذه الكلمة كثيراً...

عارف يعني إيه إنك تكون متبرشم مِ الحياة و البني آدميين و كل الخلق و الحياه ؟
عارف ...

البرشمة دي من أسوأ الحالات اللي ممكن تصيب جهازك العصبي و النفسي - إذا كان في حاجة اسمها جهاز نفسي_ و كل مكوناتك كشخص طبيعي يشعر و يحس بما يحدث له و معه و حوله في هذه الحياة ...

لا أرى اللهُ أحداً هذه البرشمة التي تجعلك متبرشماً من الجميع ..

عموماً ..

أنا فكيت شوية ..

٤/١١/٢٠٠٨


ياترى إيه مفهوم النجاح ؟ و إيه مفهوم الفشل ؟ يعني إمتى نقدر نقول إن فلان ناجح أو فاشل في الحياة ؟

لا يمكن نقدر نحكم من غير معيار ... يعني معيار النجاح أو مقياسه هو نسبة تحقيق أو انجاز الحلم السابق أو المأمول إلى مثالية التحقيق .


باختصار طبقاً لنظرية النسبية و الاحتمالية و المهلبية فكلنا فاشلين و كلنا ناجحين .. عادي ..


المهم ..

بنحاول ننجح و الا بنكتفي بنجاحات قديمة نعيش على ذكراها ؟!


٤/١٠/٢٠٠٨


* الصورة من مدونة"6أبريل*









امبارح واحد صاحبي حكى لي عن الولد اللي اتشل من رصاص الأمن في المحلة ، و إزاي " وائل الابراشي " كان جايبه هو و امه في برنامجه اللي بيجي على " دريم " ... صاحبي قال لي : الواد كان بيبص لي .. كان بيبّرق لي ، و بيقول لي إنه نايم مش قادر يتحرك مشلول ، و أنا - اللي هو صاحبي - قاعد أتفرج عليه ، صاحبي قال لي كمان إن ام الولد كانت بتبص له و عينيها بتقول له معليش يا ابني انت راجل وهم شوية ولاد كلب جبناء ..




صاحبي كان نفسه يعيّط ... و أنا انكتمت ..






* الصورة مدونة 6 أبريل *

٤/٠٥/٢٠٠٨

ماتنساش بكرة خطوة كبيرة نحو الحرية في مصر المخروسة











بكره ... 6 أبريل 2008 .. خطوة ممكن نعتبرها حاجة كبيرة نحو توحد المصرين حوالين حاجة مشتركة يعملوها سوا ، علشان يطولوا حقهم المنهوب ..


فلو تخيلنا إن في 10 آلاف أو 20 ألف هيشاركوا ف الاضراب بتاع بكرة .. يبقى في أمل إن بعد مرتين تلاتة يشارك مليون مصري و مصرية في الاضراب ..


لازم نوريهم إن إحنا كتير .. و الكترة تغلب الشجاعة يا عالم ..


عموماً كل الناس اللي بيحذروني من إني أترفد أو أتجازى لو غبت عن الشغل بكرة .. كل الناس دي بقول لهم : طز ..


دي أتفه حاجة ممكن أعملها .. اتفه حاجة ممكن نعملها كلنا .. مش مستهالة إحباط يعني ..